"ما أجمل الإنسان حين يكون في رحلة الحياة سامِيًا مُتسامِيًا، يتّخذ من السُمُوّ الإنساني النبيل مبدأً أصيلاً له، ومُنطلَقًا ثابِتًا لا يحيد عنه، يختار من الدوافِع أصدَقها، ومن النوايا أنقاها، ومن الأخلاق أطيَبها، ومن الأفكار أجوَدها، ومن الأقوال أحسَنها، ومن الأفعال أكرَمها، ففي ذلك تكريمٌ للجَوْهر الإنساني الذي يحمله بين جنبيه كأعظم أمانة، وارتقاءٌ بالنفس عن الدنايا، وعُلُوّ في الأرض والسماء.
وعندما يكون السُموّ مُتجذِّرًا في تكوين شخصيّة الإنسان؛ ستجدهُ راقِيّاً في اهتماماته، أفكاره، انتقاءاته، تعامُلاته، حريصًا على قيمة لحظاته، مُحلِّقًا في آفاق السُموّ، بعيدًا عن ما لا يستحقّ، صانِعًا لنفسه عالَمًا فريدًا جميلاً، مليئًا بما يحب، يُشبهه وينتمي إليه.
ومَن جُبِلَت نفسه على السُموّ؛ سيُحِبّ رؤية الإنجازات وهي تنمو، والنجاحات وهي تسمو، والبناءات وهي تعلو، والحقول وهي تُزهِر، والنفوس وهي تُبنَى، والثغور وهي تبتسم، والحياة وهي ترتقي، وسيسعى دومًا إلى تحقيق ذلك؛ لأنّ هذه المعاني تُشبهه وينتمي إليها.
وإنّ السُموّ صفةٌ أصيلة للنُبلاء، ولا يُدرِك معناهُ حقًا إلّا العُقلاء.