يأخذنا هذا الكتاب في رحلة عبر المساحات التي نحتفظ بها في داخلنا، لا للأشخاص الذين عرفونا، بل للذين لم يفعلوا. يكتب الكاتب عن الغياب، عن التفاصيل التي لم تحدث، عن الحوار الذي لم يتم، وعن الرغبات التي بقيت بلا صوت. بأسلوب شفاف، تتكشّف النصوص كصفحات من شعورٍ نقيّ لم يكتمل، لكنها لا تزال تسكن الذاكرة.
الكتاب لا يبوح بالحزن فقط، بل يؤرّخ لمساحات صامتة في النفس، هي في حقيقتها أكثر امتلاءً مما تبدو عليه. النصوص تتناول فكرة التعلق بالأثر لا بالشخص، وبالحلم لا بالواقع، وبالاحتمال لا بالتجربة. إنها كتابة للأشياء الناقصة، التي رغم نقصانها، تُشكّل كيانًا داخليًا غنيًا بالمشاعر.
"مذكرات الكائن الذي كان" هو عمل أدبي ناعم ومكثف، يُخاطب القارئ الذي اعتاد أن يحمل بداخله ما لا يُقال، ويؤمن أن الغياب أحيانًا يكون أكثر حضورًا من أي لقاء.