هذا الكتاب تأمّلٌ في التّرجمة بالبصيرة لا بالبصر، وتمعّنٌ في قوّتها وقدرتها على مدّ جسور التواصل بين الثقافات ونسجِ الصّلاتِ بين مختلف الهويّات. فالتّرجمة محادثة بين لسانين وتفاهم بين مُختلفين، وقيمتها لا تكمن إلا في تفاعلها مع غيرها، كما يرى أنطوان بيرمان. وبين دفّتي هذا الكتاب تمدُّ الشعوب أذرعها وتنسج بأقلامها خيوطًا تقرّبُ النائي وتدُني البائنَ، وفي ثناياه ينظمُ مؤلّفه سلْكَ الكلامَ مادحًا التّرجمة، كادِحا ليبرزَ ما يمكنُ أن تُحقّقه.