قد لا يبقى أحد

"قد لا يبقى أحد" لوحة فسيفسائيّة من الذكريات والمشاعر التي ترسم ملامح الهويّة والانتماء. في هذه السيرة الروائيّة، يأخذنا هيثم حسين في رحلة شخصية تمتدّ من عامودا، مسقط رأسه، إلى شوارع بريطانيا، حيث تتداخل تفاصيل من طفولته الساحرة مع التجارب الحياتية الصعبة في الغربة.

يفتتح حسين عمله بمناجاة موجّهة إلى الروائيّة الإنجليزيّة المعروفة، أغاثا كريستي، التي خلّدت يوميّاتها في "تعال قل لي كيف تعيش" حينما كانت في جولة إلى سوريا والعراق قبل حوالي ثمانين عاماً برفقة زوجها عالم الآثار ماكس مالوان، ومكثت فترة في مدينة عامودا. يحكي لها، ومن خلالها، عن سحر الأماكن والأشخاص الذين شكّلوا جزءاً من هويته، وعن الرحيل المؤلم الذي رسم دربه إلى مستقره الجديد.

يمثّل وصوله إلى بريطانيا تحوّلاً جذريّاً في حياته، حيث يتعامل حسين مع تحدّيات الاندماج في مجتمع جديد ومعاناة الانفصال عن ثقافته الأصليّة، ناقلاً بأسلوبه الخاصّ تجربته بين الانتظار المرير وتمزيق الأقنعة، مواجهاً اختبارات غير متوقعة.

"قد لا يبقى أحد" سيرة مؤثرة تزخر بأحداث غنية، تلامس القلب والعقل معاً، وتنسج خيوطاً تجمع بين سحر الذكريات الدافئة ومتاهات الروح البشريّة. تفتح هذه السيرة الباب أمام كلّ قارئ، بغض النظر عن خلفيته أو تجاربه، إلى اكتشاف مجاهيل الذكريات العميقة ومواجهة الصراعات الداخليّة، وإلى الانغماس في مسعى أكبر نحو فهم أعمق للنفس والعالم المحيط.