في أزقة لندن القديمة، حيث يغلف الضباب الشوارع المرصوفة بالحجارة، وحيث تتشابك روايات التاريخ مع همسات الخطر، ظهرت “الظلال السوداء”، عصابة ليست كأية عصابة أخرى، قبل أكثر من قرن، اجتمع بضعة رجال ونساء في قبو حانة متواضعة على ضفاف نهر التايمز، تعاهدوا على بناء إمبراطورية تعمل في الظل، لا يحكمها قانون ولا يحدها ضمير، سرعان ما تحولت هذه الجماعة الصغيرة إلى أسطورة، تتحكم في الأسواق السوداء، وتخضع أروقة السياسة لإرادتها.
لكن الزمن لا يرحم، والظلال التي كانت تخفي قوتهم باتت تتلاشى تحت ضوء التكنولوجيا ومراقبة العالم الحديث، ومع ذلك، لم تسقط “الظلال السوداء”، بل ازدادت قوة وتأثيرًا، بفضل زعيمها الحالي إدوارد بلاكنور، الرجل الذي استطاع أن يحافظ على إرث أسلافه ويصنع عصرًا جديدًا من الهيمنة المطلقة، بذكائه وقسوته، أعاد إدوارد بناء العصابة لتتغلغل في كل جانب من جوانب الحياة؛ من الأسواق المالية إلى التكنولوجيا المتطورة.