هذا الكتاب لا يخاطب فئة دون أخرى، ولا يقتصر على طلاب القانون أو محترفيه، بل يخاطب الإنسان المفكر، الذي يتوق إلى النظام، ويهفو إلى العدالةِ، ويبحث عن السكينة في المعرفة، كما يبحث عنها القاضي في الحق.
وقد وفقنا الله إلى تنظيم المباحث على تدرجٍ يرتقي بالقارئ من المفهوم إلى المهارة، ومن النظر إلى التطبيق، ومن المحلية إلى العالمية، ومن النظرية إلى صناعة الوعي القانوني الكامل.
وما أجدر القارئ وهو يطالع هذا الكتاب أن يستحضر أن القانون ليس نصًّا جامدًا ولا مسلكًا مفروضًا، بل هو فنُّ فَهْمِ الإنسان لذاته، ومجتمعه، وموقعه من الحق! فإذا بلغ به الأمر أن يقرأ في هذا الكتاب ما يعيد تشكيل نظرته، أو يُنضج منطقه، أو يوقظ عقله، فذلك مبلغ الرجاء وعين الأمنية.