يبني كثير منا علاماتهم الشخصيّة دون تخطيط دقيق، بالتركيز على إشهار الذات دون الاهتمام بالصورة الذهنية، فتبرز الشخصيّة مهزوزة وبدون ضوابط تحكمها، مما يجعلها سريعًا ما تختفي أو الاضطرار إلى إحراق المزيد منها لتبرز وتبقى في الأذهان، ولكن الاستمرار بدون صورة ذهنية مناسبة، ومع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة وسهولة الوصول للناس، ومع استعجال الظهور للمجتمع دون الانتباه إلى أن هذا الظهور قد يكون مدمرًا لشخصيتهم ويجعل إعادة بنائها مكلفًا ومرهقًا، خاصة وأن ذاكرة وسائل التواصل الاجتماعي قوية جدًّا ولا تنسى.
عدم وجود إستراتيجية لبناء الشخصيّة يجعل الإنسان في مهب الريح في قراراته وتصرفاته وردود أفعاله، والتي قد تخرجه من شكله الذي يريد إلى شكل آخر يظل في الأذهان لفترة طويلة، والتوازن بين الظهور والصورة الذهنية هو الحل المناسب لبناء الشخصيّة بناءً سليمًا، وهذا لا يمكن أن يكون دون ضوابط محكمة تحفظ الشخص من الخروج عن المألوف والظهور بصورة مبتذلة..