في العزلة التي تلفّ قرية المنصورة الجولانيّة المدمّرة بعد حرب حزيران عام 1967, يمتلك الفلّاح العجوز إدريس الوقت الكافي لاستيعاب رحيل أصدقائه وأهله, وتجرّع الهزيمة المُرّة للنّكسة، وخسارة الجيوش العربيّة أمام الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن ظلّ وحيداً، متروكاً، لا ابن له ولا صاحب، ليحرس حقول القمح والبيوت التي هجرها أصحابها. هناك في عزلته التامّة تبقى ذاكرته وحدها يقظى؛ أمّا عقله، فيعجز عن استيعاب ما يحصل حوله.
في عمله الروائي الأوّل، والذي يشكّل جزءاً من أدب النكسة، يرسم ممدوح عدوان ملامح شخصيّةٍ حالمةٍ تعبّر عن هموم وأسئلة المواطن السوري في تلك الحقبة التاريخيّة، حينما استيقظ على واقعٍ جديدٍ جعله يعيد التفكير بمفهوم الأرض، وبالمعنى الحقيقي لخسارة حرب.