حبل الجدة طوما هي رواية تتقاطع فيها الأزمنة والأمكنة، وتتشابك فيها المصائر الشخصية بالتاريخ الجماعي، ضمن حبكة تجمع بين الطابع البوليسي، والرمزي، والتأملي.
الرواية ليست فقط سردًا لأحداث غامضة، بل هي تأمل عميق في معنى الذاكرة، وأثر الطقوس الشعبية في تشكيل الوعي، وكيف يصبح جسد المرأة تحديدًا، ممثلًا في الجدة طوما حاملًا لذاكرة الجماعة وتاريخها. كما تُسائل الرواية العلاقة بين الكتابة والسلطة، بين الرواية الرسمية والمسكوت عنه، بين الحقيقة والوثيقة.
توظّف الرواية الواقعية السحرية في استحضار طوما، وطقوسها التي تسبق الميلاد وترافق الموت، كما تستحضر التوراة، لتربط بين الجغرافيا والذاكرة والأسطورة. وقد ينعكس كل ذلك في نظرة راوي المستشفى، الذي يبدو مع كل صفحة وكأنه آخر الشهود على ما لم يُروَ بعد من حكايات هذا البلد.