نزهة في حديقة هواجسي

الساعة الآن الثالثة صباحًا، هدوء ليلٍ وصخب فكر، يتصادم فيه الماضي بالحاضر وتبدأ فقرة المقارنات بالاشتياق إلى الماضي ومن ثم الشعور بالأسى على الحاضر، ومن ثم التخطيط لمستقبل مظلم أكثر من ليلةٍ في الرُبع الخالي قد غاب ضوء القمر عنها، فتبدأ بتشغيل معزوفة على العود والناي ليتماشى فكرك مع اللحن، لعل وعسى أن يصفو ذهنك، فتبدأ بمحاولة إيجاد أجوبة لا يتوقف عن سؤالها عقلك الباطن، فتُلاحظ أنك في زِحام من الهواجس التي تبدأ بعزل صوت العود أولاً.. لتعزل بعدها صوت الناي.. وتبقى أنت وحيداً مع نفسك.. تصارح نفسك وتسألها، تلومها وتشتمها.. إلى أن تمتلئ جمجمتك بعلامات الاستفهام والتعجب بلا أي نتيجة. 

في هذا الوقت من الزمان أصبح ترتيب أفكارك وأولوياتك وهندمة حياتك أصعب من الخوض في حرب عالميّة، الكثير من التطورات والتغيرات من حولك، الكثير من كل شيء، حتى أصبح ما أن يُرسل العقل للجسم إشارات التعب والإرهاق ويهدأ بالك مجبوراً.. حتى تهرع إلى ملاذك المكوّن من وسادة لحاف يُغطيك، لتنال ساعات من انقطاع الفِكر والغياب عن كُل شيء.. تتوقف عن الحياة، تموت اليوم لتعيش الغد.